الأقسام الرئيسية

تعرفوا إلى الكاهن الذي يجتاز الأدغال للتبشير بالإنجيل في منطقة حمل الأجداد المواد على أكتافهم لبناء كنيستها

. . ليست هناك تعليقات:

غينيا الجديدة / أليتيا (aleteia.org/ar) يمشي الكاهن كريستيان سيلاند، من بابوا غينيا الجديدة، أميالاً وأميال في أعماق الأدغال الميلانيزية. يجتاز الأراضي الجبلية الوعرة للوصول الى أهله القاطنين في هذه المنطقة النائية وخدمة أكثر الرعايا فقراً في كل نهاية أسبوع.
ويقول: “يعيش هؤلاء في أرض صعبة ووعرة. وضعهم اللّه في هذه الرقعة وهي بيتهم. حمل أجدادهم المواد على أكتافهم لبناء كنيستهم وهم فخورون بوجود الكنيسة في هذه المنطقة.”
ويُضيف: “لا يملك العدد الأكبر منهم إلا قطع معدودة من الثياب ومال بالكاد يكفيهم للأسبوع. قد يكونوا فقراء إلا أنهم يعترفون بكل البركات التي منّها اللّه عليهم.
“لا يجوعون لأن اللّه أعطاهم أرض خصبة حيث باستطاعتهم زراعة كل شيء تقريباً. لا يعطشون لأن اللّه أعطاهم قنوات مياه نظيفة وعذبة.”
ويُثمن الكاهن الى حد كبير حسن استضافة هؤلاء الكاثوليك: “عندما أدخل بصفتي كاهن الرعية بيوتهم للزيارة أو أبيت عندهم، يقدمون لي أكبر طبق طعام ويدعوني الى النوم في أفضل أسرتهم. يؤثر فيّ الاهتمام والاحترام الذي يقدمونه للكاهن لدرجة أنني أخجل في بعض الأحيان. وكيف أرفض سخاءهم؟ ليس لديهم الكثير ليقدمونه لكن عندما يقدمون القليل الذي يملكون، يقدمونه من القلب.”
ويتحدث الكاهن عن مهمته قائلاً: “إن ما يحركني بسيط. إن لم أذهب أنا الكاهن الى هؤلاء الناس، فمن يذهب؟ ألم أصبح كاهناً لهذه الغاية أي لتقديم الأسرار للناس وتغذيتهم بالغذاء الروحي أي كلمة اللّه والإفخارستيا؟ إن امتنعت عن الذهاب نحوهم ، أحرمهم من الحقوق التي أعطاها اللّه لهم أي الحصول على الغذاء الروحي والبركات.”
ويضيف: “حتى ولو كانوا ١٠ مسنين فقط، لن أتوانى عن المشي واعتلاء الجبال واجتياز الأنهار للوصول إليهم.”
ولم تتوجه حكومة بابوا غينيا الجديدة الى المنطقة منذ استقلال البلاد في العام ١٩٧٥.
لكن الكاهن يؤكد قائلاً: “إلا أنه كان للكنيسة وجود منذ وصول المرسلين الأولين من جماعة العالم السماوي وبدأوا بتبشير الناس في بداية الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.”
تم بناء الكنائس في العقود الأخيرة وتنتقل الكنيسة في بابوا غينيا الجديدة من مرحلة إرسالية الى مرحلة أخرى علماً أن بعض التغييرات أتت مبكرة جداً.
ويقول الكاهن: “هناك صدام حالي بين القيم الغربية العصرية والقيم التقليدية ويبدو ان جيل الشباب ضائع الى حدٍّ ما فالقيم التقليدية الجيدة الشبيهة بقيم الإنجيل تختفي شيئاً فشيئاً ومن الممكن أن تختفي نهائياً في غضون عشرين سنة من الآن.”
وتقلص عدد المرسلين الأوروبيين الى حدٍّ كبير في الآونة الأخيرة ولم يتمكن الكهنة المحليين حتى الآن من ملء شواغر أسلافهم.
ويقول الكاهن ان معظم الرعايا الكاثوليكية تغطي مناطق واسعة وانه من الممكن إيجاد كنائس كاثوليكية حتى في أبعد المناطق إضافةً الى المدارس والمستوصفات.
وعلى الرغم من جهود الكنيسة الكاثوليكية على جميع الأصعدة خاصةً لجهة الترويج للقيم الكاثوليكية في مدارس الرعايا، إلا أن البلاد لا تزال تواجه تحديات كثيرة يفرضها نمط العيش الغربي مثل الهواتف الذكية والوصول الي انترنيت.
ويُشير الكاهن الى أن أصعب التحديات تكمن في خسارة قيم الإنجيل مثل الصدق والشفافية والاحترام والمحبة والتفاتي للعائلة والزواج.”
ناهيك عن مشاكل كبيرة متجذرة في الثقافة المحلية فكان من الصعب وضع حد لتعدد الزوجات كما وان هناك صدام بين المسيحية والمعتقدات التقليدية مثل السحر.
ويقول الكاهن ان “الكنيسة تبذل كل الجهود من أجل وضع حد لهذه الممارسات إلا أن ذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها. نحتاج الى الوقت.”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Propellerads

المشاركات الشائعة

مصر 24 ساعه. يتم التشغيل بواسطة Blogger.